لِلمَطَرِ واللّيل ...قليلٌ منَ الأصدقاء
- 1 -
أيّها المَقطوفُ من هاماتِ السّماء
أيّها المخطوفُ من بريقِ المَدامِع
رِفقاً بالسلاسِل, مَعَاصِمُكَ قد نَهشَت لَحمَها.
عُد لِانزواءاتِ أركانِك
بقصبتِك داعِب قراطيسَكَ المُصفرّة
و اكرَع ما تبقّى من مرارةِ نبيذِكَ الوطنيّ المُنتظِر
الّذي تعتّق...
منفضتُكَ الطافحةُ بالأعقاب
هنااك...
و الرّمادُ من حولِها مازالَ يتلظّى,
انفضهُ قليلاً
لوحةُ مفاتيحِكَ المَلدوعَةُ الأطرافِ
بنارِ سجائرِك...
لوليدِكَ تنسجُ حَكَايا الجريمه.
- 2 -
أيّها المتسلّلُ من حبرِ الأنهار
لإغفاءةٍ في ظلّكَ تاقت شجرتُكَ
لِعتمةِ قاطِرةٍ من الدّرجةِ الثانية,
هارعةً من سهولِ الجوع
صوبَ مدينةٍ متخمةٍ بالضباب
تحاولُ أنتَ...
عبثاً أن تردّ عنها صقيعاً
مُتأَتّياً من شقوقِ النوافذ...
واللّيلُ دِثار
- 3 -
رُدَّ ولعَكَ
بِزُجاجَتِكَ المخَبّأة في إحدى جنبَيكَ
و رُزَمَ الأوراقِ في جنبِكَ الآخر
و استلَّ من ترهّلاتِ بطونِ شوارِعِنا
حصيّاتٍ لإيقاظِ شبّاكِ صومعتي.
لا توقظِ المدينةَ - يا صاحبي -
أنوارُها تقتلُنا
" حذارِ من الأسر" قال لك الزيتونُ
ذاتَ خريف
أحشائي تضيقُ ببُرعُمِك
لاتهجُرَه
- 4 -
لا تقصُص عليَّ
رُعبَ الرِّوايه...
ضيقَ الردهات,
صلصلةَ الحديد,
وقعَ الخُطا ناخراً لِمَسمَعَيكَ
كلَّ غشاء...
حُجرَتَكَ الّتي بحجمِ جَسَد
وألمَكَ الذي بحجمِ إلَه
زعيقَ القبحِ في وجه صَمتِكَ
و نُوح اليمام
أعرفُ كيف ينصبون فخاخَ البدايه
وأعرف ما ستؤولُ إليهِ خيوطُ النّهايه
فلا تذَر بجرحِ السنينِ
ملحِ الكلام
- 5 -
كَبُرَ الوليدُ
نصف عقدٍ من الغياب
أَهديهِ يومَ ميلادِ الخطيّه
فصلاً من أمجاد الحكايه
- 6 -
على أسوِرَةِ باستيلكَ المُعتِمِ
تجثو العذراءُ بهَلَعٍ
ترنو لعنةَ البيادي
وعُهرَ البريّه
ورمالُ الضّاد تعمي مناجِذَ السّياط,
لعُشبِكَ الّذي ينزُّ نجيعَا
تُرَتّقُ - لِجُرحِكَ المحفورِ الّذي يفحُّ وجعَا -
شالاً من مُزَقِ الأبجديّه
- 7 -
نجومُكَ المُسَجّاةُ بسقوفِ اللّيل
مَطرُكَ المُصَفّدُ بطين الغمام
لمنفاكَ - يا صاحبي - تُدَندنُ
" أغنيةَ الشّفَقِ "
والفجرُ هُلام.
أحمد يوسف 11/7/2011
No comments:
Post a Comment