Sunday, February 15, 2015

På kanten af tabet

På kanten af tabet sidder jeg.

Der er intet, jeg tænker på.

Intet føler jeg,

Tomheden omgiver mig.

Alle de strålende lys er forsvundet,

Sanserne falder dybt ned.

Det er ligegyldigt, om en betydning findes. 

Intet kan betale sig, for intetheden selv er den skinbarlige 

sandhed.

Nu er jeg neutral over for livet.

Jeg hader det ikke, men jeg er heller ikke vild med det.

I dag har jeg ikke et ansigt til at smile.

Der er intet hjerte i min krop, der kan føle.

Jeg har ikke engang en hånd til at række ud til nogen,

efter solen er gået ned bag skyerne

6/12/2014

حنين

عندما نهرول صوب خريف محتوم
وتحاصرنا الانكسارات..
تغدو لملمة الأوجاع هي كلّ ما تبقى لنا من دروبٍ مثقلة بفتاتٍ من ذواتنا الآفلة.
مقاليعُ أزمانٍ فحسب نحن الآن...
لما علق بذؤابات ذواكرنا
من مآبر الربيع وأشواكه...
8/2/2015

Beleteyên Nandoz

Ji ber tenişta bîranînên nîvçemayî, kerrikên firişteya nandoz yên berê di hembêza atûna xwe de kedî dikim, û kesera heşt payîzan
di vistanekê de dikişînim.
Hesreta heşt heyamên bîrêkirinê, tenê di şevekê de dirijînim.
Erê lêê..!
Beleteyên te yên bi destên min
û yên xapînokên zemên gihêştine, îşev dikin nizeniz.
rehên ji bîstikên veqetandinê ve
ziwa mane,
Bi lêvikên daxwazên har
îşev ji hewes û xweşiyê
dişewitin û dibin kiz.
Erê lêê..!
Hewedarê pir tiştên te me.
8/2/2015

Tuesday, December 17, 2013

إِرثُ العَمَالَة بين صقور آزادي وفرسان صدّام

إنّها لمِبذَلةٌ ما بعدها مِبذَلة أن تظنَّ العِضاهُ وما يدور في فلكها من حشائش ومُتسلّقات بأنّها قادرة على النّخرِ في جسدِ البُطمِ والزيتون.
مازالت ذاكرة الشعب الكردستاني تحتفظ بصور جحوش صدّام الذين كان لهم الدّور الأكبر في أنفَلة الكُرد في جنوبي كردستان, ذاكرةٌ ذاخرة بالألم والمرارة من جرائم أفواج الفرسان من الكُرد الصدّاميّين الذّين عملوا كقوّادين لجحافل الجيش العراقي صوب معاقل البيشمركة في جبال كردستان العصيّة, مستغلّين معرفتهم بشِعابها والتواءاتها ومغاورها. أطلقوا على أنفسهم كلمة الفرسان وما هم إلّا جحوشٌ عُجرٌ تمتَهِن الخيانة والعمالة, كعجيرٍ يستعيرُ تيساً لقرينته بل ويدفع له أيضاً.
واليوم يُدَوّن تاريخٌ آخر من العمالة في غربي كردستان وسوريا, يحمل لواءه من أطلقوا على أنفسهم اسم صقور آزادي على غرار فرسان صدّام في جنوبنا المحرّر, صقورٌ يقودهم من وصف انتفاضة غربي كردستان عام 2004 بإنّها " مجرّد هبّةٍ شعبيّة قام بها غوغائيّون وأجّجتها بعض الأطراف ونحن عملنا على تهدئتها " - وهذا الكلام موثّق- هؤلاء الصقور يتبنّاهم من ثمِل على أرواح شهداء نوروز محافظة الرقّة عام 2008 في جلسة سُكرٍ وسمر- والفيديو موثّق أيضاً-
اسمهم صقور آزادي وما هم إلا بُغاثٌ وخفافيش, لا يدّخرون جهداً لضرب مكتسبات الشعب الكردي في غربي كردستان وسوريا, فشاركوا مع المرتزقة الغزاة السلفيّين في قتال الكرد في سريه كانية / رأس العين, قاموا بجلب الجيش الحرّ إلى الأحياء الكُردية بحلب وهي تعجّ بآلاف النازحين من المناطق الساخنة, وبذلك استحضروا صواريخ جيش الأسد وقذائفه الغادرة وتسبّبوا في إشعال المناطق المحرّرة أصلاً من سلطة البعث, كما هاجموا مظاهرةً في أشرفيّة حلب قام بها الكُرد والنازحون لإجبارهم على الخروج من الأحياء الآمنة خوفاً من قصف النظام. وكذلك عملوا كقوّادين لمرتزقةٍ قادمين من تركيّا لدخول مدينة عفرين عبر قرية القسطل. بأيّة كلماتٍ يمكن لنا أن نستر عورة هؤلاء الجحوش, وهل التجحيش والعمالة هي إلّا أن تكون بيدقاً بيد الشوفينيّين والعنصريّين!؟
صقور آزادي, كتيبة صلاح الدين, كتيبة المشعل, تعدّدت الأسماء والتجحيش واحد, ينكبّون على أحذية الآخرين لتقديم صكوك الوطنيّة والثوريّة لهم, وكأنّ الثورة تحتّم علينا أن ندمّر مدننا ونضع شعبنا في مرمى نيران النظام والمعارضة على حدّ سواء. في ثورتنا السورّيّة التي لم يتبقّ منها إلّا عنوان الطائفيّة, تهاجمك المعارضة الثوريّة وتقتلك بذات عقليّة النظام وأساليبه, فثورةٌ لا تعمل على تغيير البنى الفكرية والذهنية السائدة هي ليست ثورة مهما تمّ تجميلها بوعودٍ كاذبة ورفاهيّة مزيّفة وديمقراطيّة مبتورة, فالنظام قاتل الكُرد واضطهدهم بحجّة الانفصاليّة, واليوم تفعل المعارضة ذات الشيء وبذات الحجّة, ثم ياتي البعض من جحوش غربي كردستان المتمثّلين ببعض الأطراف السياسيّة التي تبحث لها عن موطىء قدم في الشارع الكردي لينُخّ ويُطأطىء مع كلّ كلمةِ ( طزّ ) يتغوّطها أحد أقطاب المعارضة الغارقة في الثورجيّة- مؤخّراً -بعد أن كان يعمل موظّفاً برتبة ماسح لدى أساطين الفكر القومي العروبي. إنّ جحوش جنوبي وشمالي كردستان وكانّهم لم يملؤوا صفحات تاريخنا الكُرديّ بالقتامة والعار ليظهر فصيلٌ جحشٌ في غربي كردستان أيضاً, لتسرد الوقائع غداً قصصهم كي لا يقول الكُردُ لأحفادهم ذات يوم: قامت ثورةٌ كرديةٌ دون أن يكون ثمّة جحوش وعملاء بين ظهرانيها. هؤلاء حملوا سلاح الشوفينيّين لا ليقاتلوا به نظام الأسد بل ليقاتلوا به الكرد وقوّات حمايته المشروعة, فقط لكي يثبتوا للآخرين بانّهم ثوّار وبأنّهم غير انفصاليّين ولكنهم يثبتون لشعبهم يوماً بعد يوم بأنهم من أبدع ثقافة التجحيش في غربي كردستان,. يتناسى هؤلاء الشراذم المرتدين عباءة التسوّل على عتبات المتسوّلين أنفسهم, يتناسوا بأنّ الكُرد هم من يحتاجون إلى الضمانات, وهم من يحتاجون إلى أن يثبت الآخر حسن نيّته تجاههم, وهم المغدور بهم منذ ابراهيم هنانو ويوسف العظمة الكرديّين, بل هم من يحتاجون أن يقدّم الآخر لهم مواقف وطنيّة سوريّة في حين كانوا طبولاً للبعث وراقصين على دماء قامشلو وقبلها حلبجة.
إنّ ما تراكَم في وعي الكُرديّ خلال سنوات الاضطهاد والقمع, وما نقَلَه له آباءه وأجداده من غدرٍ تعرّضوا له, وما سردوه من حكايات ظلم الأنظمة الغاصبة وعمالة الجحوش, كلّ هذا جعل من الكُرديّ لا يثق إلّا بإرادته, ولا يطمئنّ إلّا لثمرٍ تزرعه يداه, وأنّ زمن تقديم الطّاعة والولاءات قد ولّى. بهذه الخطابيّة وهذه السرديّة المبينة أقول: إنّ كلّ من يرتضي أن يكون بيدقاً بيد النّاكرين لحقوق شعبه, ويسعى إلى أنفلة شعبه ما هو إلّا جحش من جحوش العمالة, ويُخطِىء الكثير من كتّابنا ومثقّفينا الذين يحبّون أن يُظهِروا أنفسهم بمظهر الكاتب المعتدل السّمح الكريم الواعظ حين يصفون بعض الأحداث التي تجري هنا وهناك في غربي كردستان وخاصّة في مدينة عفرين مؤخّراً, يصفونها بأنها اقتتال أخوي بين فصيلين سياسيّيَن, هذه مغالطة كبيرة, وبثّ رمادٍ يعمي عين الحقيقة, لأن ما يجري هو مسألة دفاع عن أرواح الكرد وممتلكاتهم من جانب وحدات الحماية الشعبية العاملة تحت مظلّة الهيئة الكُرديّة العليا, في وجه من يريد أن يجرّ الهدوء الذي تتمتّع به مدننا وتحوي الآلاف من النازحين إلى الهلاك والدمار, أي أنّ هناك صراع بين ثقافة المقاومة والدفاع عن قيم " الكرده ياتي " وثقافة التجحيش والعمالة, ومهما جمّلنا من الكلمات لاعتباراتٍ بريستيجيّة أو دبلوماسيّة فيبقى للعمالة اسم واحد, سواء أكانت من فرسان صدّام أو من صقور آزادي, ولإنّ نثيرَ الجحوش لن يُخيفَ شعباً صامداً وإن رفعوا فراسنهم عالياً.
- الجحوش مفرده جحش وهو مصطلح ظهر إبّان الثورات الكردية في جنوبي كردستان – اقليم كردستان حاليّاً- للتدليل به على العملاء الكُرد الذين وقفوا مع الجيش العراقي الصدّامي لمحاربة الثورة الكرديّة التي قادها القائد الخالد مصطفى البارزاني.
 
17-03-2013 الحوار المتمدن

لزيتونِ عَينَيْكِ أَلَقٌ النَوْروز

 
لِزيتونِ عينيكِ
صباحاتٌ ثَملهْ
فهَل أستفيقْ!؟
لِنَوروزِكِ المُترامي على مساحاتِ عِشقي,
أشعِلُ قلبي أمامَ ناظرَيكِ،
أنثرُ آهاتِ وَجدي
قرنفلات شوقٍ
مداساً ناعماً
لِهَجعةِ أماسيكِ النديّهْ...
ولِخافقي نوباتُ مَسٍّ
يَدلَهِمّ كالقِفارْ
أَتُضيئُهُ حاناتُ شِفاهِكِ العُجْبِ
_ سيّدتي _
من غيرِ نارْ !؟
شرقيّةٌ
غربيّةٌ
تتعثّرُ قُدّامَ رياحينِكْ
خطواتُ المَعنَى بِحُروفي,
ولُغاتي تمحوها اللُجَّةُ
والعَدَمُ...
وصُراخُ المَوتى يُؤَرّقُني,
يُفَرّقُني
عن ذاتي الأَلَمُ...
والزّمَنُ مثقولُ العاتِقِ
تنهَرُهُ
وتُدمِيهِ صُرُوفي والعَرَمُ...
فهل بعْدَ شَغَفي
بِعِطرِ المسَاءِ,
وهل بعْدَ لَهَفي
لِإِثْمِ السّماءِ
يُعِينُ النّدَمُ !؟
فَمَنْ ذا يُرَتّقُ
فَلَقَ جُروحي
ومَنْ ذا يَبُثُّ السّكينهْ
بِروحي!؟
فَنَجْدُكِ ذاكَ ال يقْطُرُ
رَغَداً
حياةً
وُجُوداً
يَسُودُ بِأرَقي
يَهِيمُ بِنَزَقي
وَ يَعْتِقُ رَبّاً
مِن الإنْدِثارْ.
لَسْتِ خَطيئَةَ لَحْظَةَ زيفٍ,
فَأنتِ الهِيولى
و لَحظةُ خَلْقٍ,
وأنا جَسَدٌ
إِثْمٌ
و دَمُ...
فَمَنْ ذا يَخِيطُ
لِطَيْشِ كَلامِي
رِدَاءَ وَقارْ !؟
وما مِنْ آلِهَةٍ إلّاكِ
تَنْكُزُ بَوّاباتِ جَحيمي
لِتَنْزَعَ عَنّي
لَهِيبَ التّمَنّي
وتَخْمُدَ فِيَّ
اصْطِلاءَ الْحَريقْ.

Saturday, March 2, 2013

الزرنجي و ال (حنگه*)

لقد انتقدتُ الاتفاقيّة الموقعة بين وحدات الحماية الشعبيّة YPG والمجلس العسكري في الحسكة, لقناعتي أنّه ثمّة طرفٌ ليس جديراً بأن يجلس معه ال YPG, كما لم يكن أهلٌ للثّقة في الاتفاقيّات السابقة, فلنا معه تجربتين سابقتين ولكن حسن العبدالله ومن يقف خلفه خانوا العهد وهاجموا سريه كانية ثلاث مرّات, والآن هناك تسريبات بأنّ حسن العبداللة يعدّ العدّة لفتح جبهة في قامشلو. رغم هذا يجب علينا أن نقدّر ظروف شعبنا وأن نعدّ أمنه وسلامته وحقن دماءه والدفاع عنه فوق كلّ الاعتبارات, كما يتحتّم على الجميع ( كتّاب ومثقّفين وأنصافهم) أن تكون تقرّباته من موضوع الاتّفاق سليمة. أستطيع القول إنّ الكورد في غربي كوردستان وضع ثقته بوحدات الحماية الشعبيّة YPG وهذه الوحدات أثبتت للعدو قبل الصديق أنها أهلٌ للثّقة, وأنّها قوّة كورديّة وطنيّة في سوريا, ومستعدّة لتقديم المزيد من التضحيات في سبيل الدفاع عن الشعب الكوردي, وهي لا تحتاج إلى شهادة في ذلك. إنّ ما تمّ التّفاق عليه في سريه كانية لن تجعل من ال YPG غافلة عن أيّة نوايا خبيثة من الطرف الآخر وهذا ما أكده الناطق الرسمي باسمه, بل على العكس إنّ هذا الاتفاق ( وإن كنتُ شخصيّاً ضده من جهة عدم الجلوس مع من لا يؤتمن له جانب) تضمنت إيجابيّات عدّة: أهمّها أن وحدات الحماية الشعبيّة وضعت القضيّة الكوردية في سوريا أمام استحقاق تاريخيّ لا يمكن لأي نوع من المعارضات السوريّة أن تتجاوزها بعد الآن, وربّما كل حركتنا السياسيّة لم تنل ذلك الاستحقاق الذي فرضته ال YPG. الأمر الآخر هو أن وحدات الحماية الشعبيّة أجبرت الإئتلاف السوري ممثّلة بالمجلس العسكري على أن تأتي إلى الهيئة الكورديّة العليا ممثّلة بال YPG وهذا الشيء يعني الكثير في عرف السيّاسة. حتّى وإن لم يَفِ الطرف الآخر بعهد السّلم ( وهو إلى ذلك أَميَلُ ) فإنّ وحدات الحماية الشعبيّة لها من القوّة ما يكفي لطردِ آخر الجرذان.
أمّا فيما يخصّ جرذاننا عفواً فئراننا فقصّتهم شيّقة جدّاً, فما ان تمّ الإعلان عن الاتّفاق حتّى انبرى نفرٌ من الغارقين في شخير مستدام للطعن في وحدات الحماية الشعبيّة YPG ,كفئرانٍ تشتمُّ رائحة وجبة دسمة, أو ككلابٍ تثِبُ عندما ترمي إليها بقايا عظمٍ (المعذرة الحيوانات هنا عبارة عن استعاراتٍ مكنيّة فقط لتقريب الصورة إلى القارىء الكريم). وهنا يبدأ نظامهم الستريوديناميك بالعمل, ولو غاب المثير عنهم لعادوا إلى شخيرهم, إنّهم يعاندون المنطق ويكفرون بالبدهيّات ويتجاوزون المُسلّمات ويناقضون أنفسهم فقط من أجل محاربة وحدات الحماية الشعبيّة لحقدٍ أسودٍ دفين وبادٍ, والطعن في حزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د لغيرةٍ صفراء قاتلة, وكذلك تجريح بعض الأحزاب الكرديّة واتهامها بكلمات تعوزها الأخلاق الانسانيّة. يتخبّطون في الشتم والقدح ذات اليمين وذات الشمال كفئران التصقت مؤخراتها بصمغٍ الكراهيّة.
إنّ من كان يهلّل وينفخ في بوق الجيش الحر ويدعوه إلى المناطق الكرديّة هرب منذ أول لحية قذرة اقتربت من ثغور سريه كانية, وأصبح في تركيا مع أوّل صاروخ من طائرات الأهبل بشّار, إن من كان يزمّر على ال(حنگه)* لاستحضار الجيش الحر واستقدامه إلى مدنه, بقي أخرساً طوال فترة غزوات بني جرو, مطأطأَ الرقبة كقوّاد يأتي بالزبون إلى عرضه. 
حاربَت وحدات الحماية الشعبيّة الغزاة القادمين من خلف الحدود في سريه كانية وقسطل جندو بعفرين, وحاربت النظام البعثي في كرزيرو والأشرفيّة, دافعت واستبسلت وقدمت الكثير من الشهداء, بينما كان هناك من يصرخ من الثورجيّين على الفيس بوك "لا تهمني الاشرفيّة ولا تهمني سريه كانية ولا كرزيرو ولا قسطله, أنا جائع وأريد خبزاً". بينما كانت دماء سرحد ولوند وجيلو وغيرهم من الشهداء تسيل على تراب غربي كوردستان, قال لنا البعض هنا في المهجر نحن لن نخرج معكم في مظاهرة تحمل راية وحدات الحماية الشعبيّة YPG ولن نهتف بشعارات من أجلها. 
هكذا هم الأقزام سيلفقون التهمة وسيلقونها كيفما اتّفق, الشيء المهم هو تشويه صورة الذين يناضلون على الأرض ويعملون دون كلل. عندما تحافظ على شعبك من جحشنات النظام والمعارضة فأنت شبيح وتخدم النظام, وعندما تدافع عن شعبك أمام هجمات النظام البعثي فهي مسرحية ولعبة, وعندما تقاتل الغزاة السلفيين والمرتزقة والمعتدين على أرضك وعرضك فتدّب في عروقهم نخوة الوطنيّة والانتماء للوطن السوري ويدعونك إلى المصالحة وإيقاف الاقتتال بين " الأخوة" أمّا أنت فبهذا تقف بالضد من الثورة وتعرقل مسيرة الثورة وتقف أمام تقدّم المجاهدين الذين سيخلصوننا من ( طاغية الشام) وسيأتوننا بالديمقراطية ويمنحون الكورد حقوقهم بضمانات عرعوريّة. وعندما يتمّ إعلان الهدنة وتتّفق مع بعض الأطراف لحقن الدماء فجأة تخبو المشاعر الوطنيّة السوريّة لديهم لتطفو على سطوح ألسنتهم عبارات القومية ويتطاير (الكورداياتي) من حناجرهم شرراً حتى لتخال بأنّهم سيحرّرون كوردستان بجعجعتهم تلك. 
أمّا تنسيقيّاتنا فلهم من النهفات ما تجعلك تنسى آلام البواسير والثورة معاً, طبعاً بعد أن انتهت موضة السكابا والشدّ على الكتف والهزوزة يمنةً ويسرةً, أتت الفتوى من أبو دجاجة التونسي بأن الرقص والغناء حرام, ولا مانع من بعض الإنشاد بما لا يخالف شرع الله, فأصبحت الموضة الثورية هي التراصف كالبنيان المرصوص وإطلاق التكبيرات في الاعتصامات وليس في المظاهرات لأن المظاهرة حرام ولم ترِد في الذَّكر الحكيم, فلم يقل سبحانه" وتظاهروا بحبل الله" وإنّما قال "واعتصموا بحبل الله" السرّيّ. هذا بالنسبة لما تبقى من التنسيقيّات لأنّ أغلبيتها اعتزلت واعتكفت, وقسم منها سمّت نفسها جمعيات خيرية من أجل الشفط ولهوطة المصاري. أمّا القلّة الاخرى من التنسيقيّات فقد استأجرت بضعة كلاشينكوفات من لواء الأحرار وغرباء الشام بقيمة كروز دخان حمراء طويلة ولمدّة خمس دقائق من أجل تصوير مقطع سينمائي مهيب للإعلان عن تشكيل كتيبة افتراضية أو لواء عبر البلوتوث, يتخللها قراءة تعيسة لبيان ركيك باللغة العربية, وبعدها قراءة أتعس لسطرٍ ونصف باللغة الكوردية مع الإكثار من عبارات" الحمد لله" والله أكبر" من أجل إرضاء مفتي الثورة,وتختفي هذه الألوية والكتائب بعد انتهاء الخمس دقائق. ولكي لايفوت قارئنا الكريم هذه النهفة, فهؤلاء لم يكونوا يستأجرون البنادق فقط بل كانوا يستأجرون بعض أنصاف الرجال أيضاً من تلك الكتائب ليغدو المشهد المُصوّر أكثر هيبةً, وكلما كان صوت التكبير عالياً كلّما ظنّوا انفسهم رجالاً. 
للتذكير :
- يجوز شرعاً تكبير الصّدر, لأنّ كلمة تكبير لها وقع روحاني وإيحاء شبقي رهيب يذكّرنا بتكبير الله سبحانه.
- الحنگه: كلمة كورديّة وهي آلة موسيقيّة نفخية من فصيلة الزرنايه ولكن بحجم أصغر ولا تُصدر إلّا نغمة واحدة ترافق الزرنجي لكي تساعده على التقاط أنفاسه وللحفاظ على الموسيقا متواصلة دون انقطاع حتى لو توقف الزرنجي لبرهة, وصاحب ال (حنگه) غالباً ما يكون صبيّاً صغيراً مبتدئاً في العزف على الزرنايه, فلكي تصبح زرنجيّاً يجب عليك أن تبدأ بال (حنگه) أوّلاً.
- أعتذر من القارىء سلفاً إن كانت هناك بعض الكلمات تخدش الحياء مثل كلمة المؤخّرة, لذا لا ضير في الاستعاضة عنها بكلمة دُبُر لانّ الله أيضاً استعملها في كتابه العزيز.

أحمد يوسف - الدانمرك -